أمي...إنه المطر..

ولايبقى للأنسان الا ذكرياته الجميلة,تلك الذكريات التي نبكي عليها بالرغم من انها جميلة.
في ليالي الشتاء البارده,ونحن نتوزع هنا وهناك,اركض وانا احمل كأسا من الحيلب تتطاير قطراته بفوضوية على الأرض..
اسمع صوت امي دافئا كذخان الحليب المتصاعد...إلى اين؟؟سيلفحك البرد؟؟
واجيبها وانا احاول الهروب من حصارها..امي مطر مطر..اريد ان ادعو.
وتلامس قدماي برودة الأرض وصقيعها..واقف متجرده من كل ذكرياتي عدا امــــي..
فأرفع رأسي لتعانق قطرات المطر وجهي وملامحي..فأغمض عيني مستسلمة لمهرجان المطر يسقط ارتال ارتال على عيناي ..
وافتح كفي وارفع يداي....وادعو.
وتبدأ الملامح تنهال على مخيلتي فأتذكر ابنة جارنا الصغيره وهي تتمنى ان تملك دميه كسالي ..فأدعو الله ان تملكها..وتزداد الأوجه امامي..لمن ادعو؟؟
اختي تتمنى ان ترزق بزوج صالح ثري..فأدعو لها الله وانسى انها تريده ثري...وأدعو للجميع,,وفي هينة صغيره..نسيت ان ادعو لنفسي..وتذكرت ماذا ادعو....!!
فقبلت شفاهي يد طاهرة وجبين وضاء بهي.لم انسى ان ادعو لي من اجلها.