وحان موعد ولادتي المنتظره,كي أزف له بشراي المرتقبة.كي أسلمه حلمه الذي تعبنا من تحقيقه,سويعات ليست الا ...
هي فقط من تمنعني عن تحقيق مرادي وأن تمنحني سعادتي الغامره.
وزفت لي الأرض وخلفها مهرجانات النجوم بشراي المرتقبه..
وأنجبته....
هل هي بشرى؟؟
أم نعي؟؟
الفصل الأول
الرحيل
(1)
نظرت مليآ في فراغ أعتادت أن تراقبه كل ليلة,أعتادت أن تساهره وتنمو به ألما وأوجاع ساحقة.
أختناق,خوف ووحده.
ضياع في متاهات الوقت وسراديب الزمن.
ليته كان هنا حتى يحصي معها حجم خسائرها الفادحة.
متى ستنسى كل هذه الذكريات السحيقة,فمازال جرحها تحت وطاة الجروح يئن!!
كان حلمها كحلم أي فتاة تتمنى أن تعيش حياة سعيدة هانئه, بعيده عن القسوة والجروح,أن تعيش مكرمة في منزل يحترم المرأه ويقدرها.وجاء فارس ليحقق هذا الحلم.
سمعت صوتا يقطع عليها حبل أفكارها المجنونة.حاولت أن تصم أذنيها عن مصدر هذا الصوت,ولكنه اصر إلا أن تحتويه.
تسللت بعينيها لسريرها الخشبي القديم,تطلعت اليه بهدوء غريب أنها تمتزج بقسوة عارمة تحتويها.
تأملت مليآ في تقاسيم وجه,خده المنفوخ الأسمر المتقشف,شفتيه اللزجتين,تأملت يده السمراء المتسخة,أظافره التي لم تقص منذ زمن.
هل تحمله؟هل تأخذه لصدرها؟هل تقبله وتحتضنه؟
ولكن هو من سبب لها الجروح؟من قضى على سعادتها؟من حرمها من فارس؟
تأملت عينيه الصغيرتين.
ماباله يحدق بها؟إلآم هوينظر؟
أقتربت بكل هدوء ورمت بجسدها على حافة السرير العجوز.مازال يطلبها!يريدها!يلح عليها أن تحمله وتشبع جوعه وعطشه.
يديها في حالة شلل وتبلد.
أنه يبكي.يبكي!!
فالتحمله.أنه يبكي يطلبها.
اقتربت بقوه وانتزعته من فراشه.
لم تقربه لصدرها,تريده أن يكون بعيدا.
راجح!!
أواه ياراجح ماذا فعلت بهذه المرأة وقلبها؟فقد دمرت سعادتها وقضيت عليها؟ماهوذنبك؟ماهي جريرتك؟أنك لم تخلق نفسك ياراجح!
يبكي.أنه جائع.ألقمته ثديها حتى يشبع جوع بطنه الصغيرة.وبكل هدوء أقتربت يده لتحتضن ابهام أصبعها الكبيره!!
تطلعت نحوه في رأفة وشفقه..
ماذنبه أن يكون مقعدا؟
تأملته طويلا بينما كان الصغير في مكان لاتعلمه؟قد يكون يفكر بشلالات من الحليب الابيض كقلبه !
أو أنه يفكر بعالم لاتعرفه ولم ترآه,عالم هي بعيدة عنه.عالم لاتحتويه عينيها,ولاقلبها,ولاشفقتها.عالم قد يكون راجح بعيد عنها فيه.بعيد جدا عن مدنها وعالمها.
طوتها ساعات الألم وأحتضنتها ساعات الوحده واليأس.
كل هذا الأنتظار من أجل مقعد؟؟
كم هي صغيرة هذه الحياة وكم هي مؤلمة.
أين رحل وولى؟
هل عاد لزوجته الأولى؟هل عاد لها ولأبنائه الخمسة؟
وقلبها؟
ذكرياتها؟
أحلامها؟؟
هل أقتلعتها رياح القسوة والنكران.
مازالت رائحة عطره الرخيصة تعبق في كل مكان,ورغوة الحلاقة الجبلية تحتوي أركان الحجرة بأدق تفاصيلها.
مازالت المقاعد تشتكي رحيله وتنعيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق